ایکنا

IQNA

شيخ الأزهر يطالب بحظر الفتاوى التي تضر المجتمعات

12:13 - October 18, 2017
رمز الخبر: 3466384
القاهرة - إکنا: طالب شيخ الأزهر، أحمد الطيب، أمس الثلاثاء، بحظر الفتاوى التي تحمل دعوات مخالفة للإسلام وتضر المجتمعات.
شيخ الأزهر يطالب بحظر الفتاوى التي تضر المجتمعات
وأفادت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة (إکنا)، جاء ذلك خلال مشاركته في افتتاح المؤتمر العالمي لدار الإفتاء، المنعقد في الفترة من 17 إلى 19 أكتوبر/ تشرين أول الجاري، شرقي القاهرة، بمشاركة علماء دين من 63 دولة في العالم. 

واقترح الطيب، في كلمته في المؤتمر الذي حمل عنوان «دور الفتوى في استقرار المجتمعات»، بـ«إنشاء أقسام علمية متخصصة في كليات الشـريعة أو كليات العلوم الإسلامية باسم (قسم الفتوى وعلومها) لتخريج دفعات من المتخصصين في الإفتاء».

ودعا إلى «حظر الفتاوى التي تَصدر من بعض أدعياء العلم في وسائل الإعلام، وتحمل دعوات مخالفة للإسلام»، من دون الإشارة لكيفية الحظر. وانتقد شيخ الأزهر ما وصفها بحملة موزعة الأدوار على القرآن والحديث وتراث المسلمين.

ورفض «تصدر بعض أدعياء العلم حلقات تشويه الإسلام والجرأة على القرآن والحديث وتراث المسلمين، وجلوسهم في مقاعد العلماء، في حملة موزعة الأدوار، وفي جرأة ممقوتة، لا تخفى على أحد ممن يضيق بهذه الفوضى وينشغل بهذا الهمّ الذي لا همَ يفوق خطره».

وأضاف أن «أهل العلم الصحيح وأهل الفتوى في أيامنا هذه قد ابتُلوا بنوع من الضغوط والمضايقات لم يعهدوه بهذا التحدي، وأعني به الهجوم على تراث المسلمين، والتشويش عليه من غير مؤهلين لمعرفته ولا فهمه، دون علم أو ثقافة أو حُسن أدب واحترام لأكثر من مليار ونصف المليار ممن يعتزون بهذا التراث ويقدرونه».

وزاد: «ليس من الصدفة البحتة أن يتزامن في بضع سنوات فقط تدمير دول عربية وإسلامية بأكملها مع دعوات مريبة تظهر على استحياء بادئ الأمر، تنادي بضـرورة تحطيم هيبة الكبير واحترامه، مع خطة مريبة لتحطيم تراث المسلمين والسخرية من أئمته وأعلامه، وفي سُعار جامح يعكس حجم المؤامرة على حضارة الإسلام، والذي يتزامن مع هجوم مبرمج على الأزهر، حتى أصبح من المعتاد إدانة الأزهر وإدانة مناهجه عقب أي حادثة من حوادث الإرهاب، في سعي بائس وفاشل لمحاولة خلخلة رصيده في قلوب المسلمين، وحتى صرنا نعرف توقيت هذا الهجوم بعد أن رصدناه بدقة، ووجدنا أنه يحدث في إحدى حالتين؛ الأولى بعد وقوع حوادث الإرهاب، والثانية كلما أحرز الأزهر نجاحا في تحقيق رسالته في الداخل أو في الخارج».

وبيّن أن «الهجوم على الحضارة الإسلامية والأزهر تزامن أيضا مع المطالبات الجماعية بإباحة الشذوذ باعتباره حقا من حقوق الإنسان، كما تزامن ذلك مع إزاحة البرقع عن وجه التغريب، ودعوات وجوب مساواة المرأة والرجل في الميراث، وزواج المسلمة بغير المسلم، وهو فصل جديد من فصول اتفاقية «السيداو» وإزالة أي تمييز للرجل عن المرأة، يراد للعرب والمسلمين الآن أن يَلتزموا به ويُلغوا تحفظاتهم عليه».

مفتى لبنان يحذر من تنامي موجة العداء العالمي للإسلام بربطه ظلماً بالإرهاب

وحذر مفتي لبنان الدكتور عبداللطيف دريان من خطورة استمرار زيادة موجة العداء للإسلام في العالم بسبب ربطه ظلماً وعدواناً بالإرهاب الذي يجرمه الإسلامي ويكتوي به، ومن صوره الجرائمُ التي يَتَعَرَّضُ لها مسلمو الروهينغيا، على يَدِ القُوَى العَسكرِيَّةِ الفاشِيَّةِ في ميانمار، التي بلغَتْ أقصَى دَرَجاتِ التَّطهيرِ العِرقِيِّ والدِّينِيّ . وهي أسوأُ جرائمَ ضِدُ الإنسانِيَّةِ مُنذُ جَريمَةِ الإبادةِ الجَمَاعِيَّة، التي تَعَرَّضَ لها المسلمون في البوسنة – الهرسك، قَبلَ.

وقال دريان الذي كان يتحدث أمس الثلاثاء في المؤتمرِ الثالثِ للأمانةِ العامَّةِ لِدُورِ وَهَيئَاتِ الإفتاءِ في العَالم، تَحتَ عُنوان (دَورُ الفَتوَى في اسْتِقرارِ المجتمعَات)، والذي تنظمه دار الإفتاء المصرية، أن من مظاهر الإرهاب، اِرتفَاعُ مَوجَةِ العِداءِ لِلإسلامِ في العَالَم  مِنْ خِلالِ رَبْطِهِ ظُلماً وَعُدوَاناً بالإرهاب، وما تَتَعرَّضُ له القُدسُ عامَّة، والمَسجِدُ الأقصَى بصورةٍ خاصَّة، مِنَ انتِهاكَاتٍ تَستهدِفُ تَهوِيدَ مُقدَّسَاتِنَا الإسلامية، وَتَصْفِيَةَ الوجودِ العَرَبِيِّ الإسلامِيِّ في المدينةِ التي أُسْرِيَ إليها برسولِ اللهِ محمدٌ صلَّى اللهُ عليه وآله وسَلّم، ومِنها عُرِجَ به إلى السمواتِ العُلى. إننا لا نَستَطِيعُ أنْ نَتَصَدَّى لِهذِهِ التَّحدِّياتِ الوُجُودِيَّةِ الخَطِيرة، مَعَ اسْتِمْرارِ تَفَرُّقِنَا وَتَخَاصُمِنَا.

وأضاف مفتى لبنان: َلا نَسْتَطِيعُ أنْ نَتَصَدَّى لهذه المظاهر، إذا وَاصَلَ السُّفَهَاءُ مِنّا، تَشْوِيهَ سُمْعَةِ دِينِنا، الذي ارْتَضَاهُ اللهُ لنا، وَجَعَلَهُ عِصْمَةَ أمْرِنَا ..إنَّنَا نَستَطِيعُ أنْ نَتَصَدّى لها، وَيَجِبُ أنْ نَتَصَدَّى لها، إذا ما التزَمْنا دَعوَةَ اللهِ لنا، أنْ نَعْتَصِمَ بِحَبْلِهِ المَتِين، وَقُرآنِهِ الحَكِيم، وَشَرْعِهَ القَوِيم، وَطَرِيقِه المُستَقِيم.

ونَسْتَطِيعُ أنْ نَتَصَدَّى لها، باسْتِجَابَتِنَا لِنَصِيحَةِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وَسَلَّم، الذي تَرَكَ فِينَا أمرَين، لنْ نَضِلَّ مَا إنْ تَمَسَّكْنَا بِهِما، كِتابُ اللهِ وَسُنَّتُهُ صلَّى اللهُ عليهِ وَآله وسَلَّم.

وَلكِنَّنا لا نَستطِيعُ أنْ نَفْعَلَ ذلك، إذا تَرَكْنَا أُمُورَنَا لِلسُّفَهَاءِ مِنَّا، الذين يُفْتُونَ بِغَيرِ عِلم، والذين يَفْتَرُونَ على اللهِ كَذِبًا.

وأشار دريان إلى أننا لن نَستَطِيعُ المواجهة، إذا اسْتَخْفَفْنَا بالأَضْرَارِ الفَادِحَة، التي تَلْحَقُ بالإسلامِ سُمْعَةً وَصُورَةً مِنْ جَرَّاءِ الجَرائمِ التي تَرْتَكِبُها باسْمِه، حَفْنَةٌ صَغِيرَةٌ مِنَ الضَّالِّين، وَمِنَ الذين غَضِبَ اللهُ عليهم، الذين خَرَجُوا عَنْ صِرَاطِ اللهِ المُستَقِيم.
شيخ الأزهر يطالب بحظر الفتاوى التي تضر المجتمعات
 وقال مفتي لبنان: نحن نَرَى بِالتَّجْرِبَة، أنَّ فَتَاوَى الحَيَاةِ اليَومِيَّة، مَا تَزَالُ شَدِيدَةَ الأَهَمِّيَّة. وَذَلكَ لِأنَّ العَامَّةَ تَتَوَجَّهُ بِها إلى العُلَماء، عَبْرَ العَدِيدِ مِنَ الوَسَائل، لِمَعْرِفَةِ الحُكْمِ الشَّرعِيّ. هذه الصِّلةُ الوَثِيقَةُ وَالحَافِلَةُ بالثِّقَةِ بَينَ السَّائلِ وَالمَسؤُول، وَالعَلاقَةُ القَوِيَّةُ مِنْ جَانِبِ الجُمهورِ الكثيف بِدُورِ الفَتوى، وَالإحْسَاسُ مِنْ جَانِبِ المُسْتَفْتِي، أنَّهُ يَستَطِيعُ الاعْتِمَادَ على عُلَمَاءِ المُؤَسَّسَةِ في صَوْنِ دِينِه، وَالإِعَانَةِ على اتِّبَاعِه، أمَّا الفَتَاوَى المُتَعَلِّقَةُ بِكِبَارِ المَسَائلِ الدِّينِيَّةِ وَالوَطَنِيَّة، فَهِيَ لا تَعْتَمِدُ على الأَفْرَادِ غَالِباً، وإنَّما على المَجَامِعِ العِلمِيَّةِ وَالبَحْثِيَّة، وَتَنْفَعُ فِيهَا قَضَايا الاجتهادِ الجَمَاعِيّ.

فَدُورُ الفَتوَى لَيسَتْ حَكَماً بَينَ الدَّولَةِ والثَّائرِين، بَلْ هي مَعَ الدَّولةِ التي يَنْبَغِي أنْ تَبْقَى لِكُلِّ المُوَاطِنِين، حِمَايَةً لِحَيَاتِهِم، وَحُقُوقِهِمْ وَحُرِّيَّاتِهِم، وَمَنْعاً مِنَ الانْدِفَاعِ مَعَ الأهواءِ التي تُهَدِّدُ أمْنَ الدَّولةِ وسلامَتَها، وَسَلامَةَ  مُوَاطِنِيْها.

والتَّأَهُّلُ وَالتَّأْهِيل، هذانِ هُمَا اللَّذانِ يُشَكِّلانِ مَعاً، (الخِطَابَ الدِّينِيّ) الذي تَحْفِلُ وَسَائلُ الإعلامِ وَكَلِمَاتُ المَسْؤُولِينَ بِالدَّعوَةِ لِإصْلاحِه. ولدينا أمرانِ أو خِيَارَان: التَّركِيزُ على الاخْتِصَاصِ والتَّخَصُّص، سَواءٌ لِجِهَةِ الفَتَاوَى العَامَّة، أو لِجِهَةِ الإرشَادِ العَامّ. فلا يَظْهَرُ وَلا يَتَحَدَّثُ إلا المُخْتَصُّون، المُكَلَّفُونَ وَالمُدَرَّبُون.

والضَّوَابِطُ لِلفَتْوَى وَالإرشَاد، وَهِيَ أنواعٌ عِدَّة:
الأَوَّلُ وَالأسَاس: مَعرِفَةُ ثَوَابِتِ الدِّين.
والنَّوعُ الثَّانِي مِنَ الضَّوَابِط: يَتَّصِلُ بِآدَابِ الفَتوَى ذَاتِها. وَيَدْخُلُ فيها التَّأَهُّلُ وَالتَّأْهِيل، فَبِسَبَبِ التَّحْرِيضَاتِ في الدِّينِ والانْشِقَاقَات، صَارَتِ الفَتَاوَى خَطِيرَة، لِأَنَّهَا لا تَتَعَلَّقُ بِالقَضَايَا التَّفْصِيلِيَّة، بَلْ بِالخِطَابِ الدِّينِيِّ العَامّ. وَلِذَلِك، فَإنَّهُ في المَجَالِ العَامّ، يُصْبِحُ مِنْ آدابِ الفَتوَى أنْ يَكونَ القَرَارُ مُؤَسَّسِيّاً، وَالحِكْمَةُ وَالجُرْأَةُ تَظَلَّانِ صِفَتَينِ مَطْلُوبَتَينِ في عَمَلِ أهْلِ الفَتوَى.

 يُعلِّمُنا القُرآنُ الحَكِيم، أنَّ اللهَ لنْ يُغَيِّرَ مَا بِقَومٍ حتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِم. وَمَا هذا اللِّقَاءُ والمؤتمرُ المُبَارَكُ بِإِذْنِ الله، سِوَى حَرَكَةٍ إسلامِيَّةٍ جَمَاعِيَّةٍ في الاتِّجَاهِ الصَّحِيح. في اتِّجَاهِ تَغيِيرِ مَا بِأَنْفُسِنا. وَليسَ أَولَى مِنْ عُلمَاءِ الأُمَّةِ المُجْتَمِعِينَ هُنا، وَبِدَعوَةٍ كَرِيمَةٍ مِنْ دَارِ الإفْتَاءِ المِصرِيَّة، في قِيَادَةِ حَرَكَةِ التَّغيِير، التي تُعِيُد للإسْلامِ دَورَهُ الرُّوحَاِنيَّ والإنسَانِيَّ البنّاء، رِسَالَةَ سَلامٍ لِلْعَالَمِين.

وأوضح دريان: إن الانْتِهَاكَاتِ وَالافْتِرَاءَات، تُشَكِّلان وَجْهَينِ لِعُملةٍ وَاحِدَة، هي تَشْوِيهُ صُورةِ الإسلام، وَكُلٌّ مِنهُما تُبَرِّرُ الأُخرى وَتُغَذِّيهَا على حِسَابِ الحَقِيقَةِ وَالحَقّ، وقال: وَلِذلِك، فإنَّ مُهِمَّتَنَا الأُولى، هي أنْ نُبَدِّدَ هذه الافْتِرَاءَات، وَأنْ نَتَصَدَّى لِهذهِ الانْتِهَاكَات، بِالعِلمِ وَالمَنطِق، وَالحِوَارِ البناء. 

واعتبر رئيس الوزراء المصري شريف إسماعيل، في كلمة ألقاها نيابة عنه وزير الأوقاف المصري محمد مختار جمعة، أن اقتحام غير المتخصصين في الفتوى فتح للعالم أبوابا من القلاقل وضعف الاستقرار، خاصة وأن انتشار ظاهرة الإرهاب يعتمد على «فتاوى منحرفة». 

أما مفتي مصر، شوقي علام، فأكد أن «ظاهرة الإرهاب والتطرف تتنامى نتيجة إصدار فتاوى متطرفة ومنحرفة وشاذة»، مطالبًا أهل العلم المعنيين بأمر الفتوى بـ «التوحد لمكافحة الإرهاب ومحاصرة الفتاوى الشاذة التي تهدد المجتمعات». 

وأضاف أن «دار الإفتاء المصرية وضعت خريطة لرصد وتحديد الفتاوى الشاذة لجماعات التطرف، وسبل مواجهتها والتصدي لها». 

وطالب مشاركون في المؤتمر العالمي لدار الإفتاء بـ«إصدار تشريعات لضبط الفتاوى وحظر انتشار الشاذ منها، وإصدار ميثاق تحت رعاية منظمة التعاون الإسلامي لمنع غير المتخصصين من التصدي للفتوى، وتحييد الفتاوى بعيدًا عن التجاذبات السياسية». 

وشهدت مصر مؤخرا إطلاق عدة فتاوى كانت محل جدل واسع وأثارت انتقادات وتعليقات ساخرة لدى المصريين عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي، أبرزها إجازة نكاح الحيوانات والزوجة المتوفية.

وتثار عادة انتقادات عالمية لفتاوى تحض على العنف والإرهاب في المنطقة، وتلقى غالبًا استنكار المؤسسات الدينية.

المصدر: القدس العربی + إینا
captcha