ایکنا

IQNA

عن الانتخابات الرئاسية الإيرانية

15:53 - June 18, 2021
رمز الخبر: 3481568
طهران ـ إکنا: دخلت إيران حمأة الاستحقاق الانتخابي، حيث عرض المرشحون السبعة لخوض الانتخابات الرئاسية الإيرانية برامجهم في المناظرة الثالثة والأخيرة في محاولة لاستقطاب الناخبين، فيما المشهد الانتخابي بدأ محتدماً قبيل ساعات من التوجه إلى صناديق الاقتراع.

عن الانتخابات الرئاسية الإيرانية

ومناظرات بين مرشحين أصوليين وإصلاحيين أخذت طابعاً غير مسبوق في عرض برامج المرشحين، في استحقاق انتخابي وسياسي ذي أهمية بالغة تشهده إيران، والذي سيحدد هوية الرئيس القادم وطبيعة الحراك السياسي في السنوات القادمة داخل إيران وفي علاقاتها الإقليمية والدولية.

ويتوجه الناخبون الإيرانيون إلى صناديق الاقتراع بدءاً من صباح الثامن عشر من حزيران/ يونيو 2021 وحتى منتصف الليل، وذلك لاختيار رئيسهم الثامن منذ انتصار الثورة الإسلامية في إيران في عام 1979، بحيوية سياسية يعرفها الذين خبروا المشهد الانتخابي في إيران على مدى أربعة عقود.

وكان المرشد الأعلى للثورة الاسلامية قد أكد في كلمته يوم الجمعة 4 حزيران 2021 بمناسبة الذكرى السنوية الثانية والثلاثين لرحيل الإمام الخميني(رض) على لزوم إجراء الانتخابات الرئاسية الثالثة عشر بزخم أكبر وحضور أوسع، داعياً إلى قطع الطريق على أولئك الذين يعملون دون هوادة لإعادة إيران إلى مربع الخضوع والتراجع والارتهان.

وتُبدي إيران حيوية سياسية فائقة في أيّ عملية سياسية، وفي كل مرة يُفصح الإيرانيون عن دورهم المفصليّ والمصيريّ بالتمسك بخيار الجمهورية الإسلامية الذي صوت عليه المواطنون في الأيام الأولى لانتصار الثورة. فالجمهور عنصر متلازم مع الإسلام وقد حاول أعداء إيران عبثاً الفصل بينهما لتفريغ التجربة الإسلامية الإيرانية من مرتكزاتها.

وفي هذا المجال أوضح الإمام الخامنئي أن سر صمود الثورة الإسلامية يكمن في تلازم الجمهورية مع الإسلامية، أي حكم الشعب والإسلام، مؤكداً أن الإمام الخميني الراحل كان يؤمن بقوة الشعب وقدراته وصموده ووفائه.

مِنْ نافِلة القول إن الانتخابات الرئاسية الإيرانية تتحدث عن نفسها في الاستحقاق الديني والوطني والأخلاقي الذي يكفله دستور الجمهورية الإسلامية، وإن الشعب الإيراني يملك اليوم من التجارب والمعطيات ما يجعله جديراً بتمييز الجيد من السيئ، خاصة أن البلاد تتقدم بخطوات جبارة في مسيرة التنمية والعلوم والتطوير والجهوزية وهو ما يوجب اعتماد الدقة المتناهية في انتخاب الأصلح لحمل هذه الأمانة والمسؤولية.
 
ومن المؤكد أن الانتخابات الرئاسية ستكون اختباراً مهماً لدور الأمة الإيرانية في تقرير مصيرها، وهي تتطلع إلى وصول رئيس جمهورية رسالي ملتزم وشجاع لا ترهبه الأعاصير والضغوطات، فمن سيصل إلى رئاسة الجمهورية، له دور عظيم في ترسيم السياسات الكبرى للبلاد، خاصة أن إيران تعرّضت لأبشع الضغوط والعقوبات الأميركية والأوروبية خلال السنوات القليلة الماضية، الأمر الذي يجعل انتخاب الرئيس القوي والأمين على مقدرات الشعب، مطلباً تاريخياً للسير يإيران نحو المزيد من الاقتدار والصمود والاكتفاء الذاتي كخيار أوحد للمحافظة على المبادئ والمنجزات التي حققتها إيران طيلة الـ 42 عاماً الماضية.

وعلى هذا الأساس ستكثر الدعوات والإشاعات والافتراءات المغرضة الرامية إلى تثبيط عزيمة الشعب الإيراني، للإحجام عن المشاركة في الانتخابات كما في المرات السابقة، في ظل ظروف حساسة تمرّ به البلاد داخلياً وخارجياً، وتعوّيل الإيرانيين على تغيير قادم في السنوات الأربع الأخيرة، وخاصة أمام الجشع والعدوانية الأميركية.

وفي المحصلة، يشارك الناخبون الإيرانيون في الاستحقاق الرئاسيّ بتصميم راسخ وإرادة صلبة، في الوقت الَّذي يدركون تماماً أهمية الاستحقاقات الأخرى التي تواجهها الجمهورية الإسلامية .

بقلم المستشار الثقافي للجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان، الدكتور عباس خامه يار

captcha