ایکنا

IQNA

باحث لبناني في الدراسات القرآنية في حوار لـ"إکنا" يبیّن:

مواجهة الظلم في القرآن وتطبيقها في عملية "طوفان الأقصى"

14:31 - October 31, 2023
رمز الخبر: 3493265
بيروت ـ إکنا: أشار الباحث اللبناني في الدراسات القرآنية "الشيخ توفيق علوية العاملي" الى الآية الـ39 من سورة "الحج" المباركة "أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا" قائلاً: "إن عملیة طوفان الأقصى التي شنتها المقاومة الفلسطينية ضد الكيان الصهيوني المحتل هي مصداق هذه الآية المباركة".

وأجرت مراسلة وكالة "إكنا" للأنباء القرآنية الدولية في لبنان الإعلامية "ريما فارس" حواراً مع الكاتب والباحث اللبناني في الدراسات القرآنية والأستاذ في الحوزة العلمية "الشيخ توفيق علوية العاملي".

وفي معرض ردّه على سؤال حول  الأدلة القرآنية لعملیة طوفان الأقصى التي شنتها المقاومة الفلسطينية ضد الكيان الصهيوني المحتل؟ قال الشيخ توفيق علوية: "يقول الله تعالى في الآيتين الـ39 و40 من سورة الحج المباركة "اذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ"(40)، المسلمون تم تهجيرهم قسراً من مكة، وقد عاشوا المظلومية في أوقات مكوثهم بمكة المكرمة الى درجة اضطرتهم الى المهاجرة، وكانوا ينتظرون الاذن بالقتال في سبيل الله المتعال، وبعد ذلك أتى الاذن بالقتال".
 
وأضاف أن القتال اذن هو فرع المظلومية "اذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا". والظلم هو التعدي لحدود الله المتعال وتجاوزها، جاء في مجمع البحرين: "والظالم: من يتعد حدود الله تعالى بدليل قوله تعالى: {ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون}"، وفي الحديث: "ألا وإن الظلم ثلاثة: ظلم لا يغفر، وظلم لا يترك، وظلم مغفور لايطلب، فأما الظلم الذي لا يغفر فالشرك بالله تعالى، وأما الظلم الذي يغفر فظلم العبد نفسه عند بعض الهنات، يعني الصغيرة، من الزلات، وأما الظلم الذي لايترك فظلم العباد بعضهم بعضا ً". والظلامة والظليمة والمظلمة بفتح اللام، والكسر أشه: ما تطلبه عند الظالم وهو اسم ما أخذ منك بغير حق. قد جاء في في الحديث: "من قتل دون مظلمته فهو شهيد، وذلك كأن يقتل دون أهله أو دون ماله أو نحو ذلك ".


وأضاف: "اذا أتينا الى وصية الامام علي(ع) للحسن والحسين(عليهما السلام): "كونا للظالم خصماً وللمظلوم عوناً" ( راجع بحار الانوار ، ج 42 ، ص 256) ، نجد أن على كل مسلم أن يكون عوناً لكل مظلوم بمعزل عن هويته الدينية والمذهبية، وان يكون للظالم خصم حتى لو كان من أبناء دينه أو مذهبه.
 
وقال: اذا اتينا الى سورة الروم فقد قال الله المتعال: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ  الم (1)غُلِبَتِ الرُّومُ (2)فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3)فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) }. فهذه الآيات أشارت الى أن أبناء الاسلام يفرحون بانتصار اتباع الدين على غير اتباع الدين، وهذا بمعزل عن المراد من متعلق الفرح وحول هل هو الفرح بانتصار الدينيين على غير الدينيين أو الفرح بتحقق الإخبار الالهي بغلبة الروم بعد هزيمتهم، أو الفرح بتحقيق الانتصارات في قادم الايام من قبل المسلمين على المشركين، ولكن بالتأكيد وبالقدر المتيقن كان للمسلمين الأمل الكبير بانتصار الدينيين على غير الدينيين ولو بسبب الاشتراك على قاعدة دينية، هنا نأتي الى قضيتنا الأساسية فلسطين، قضيتنا المحورية القدس، ونحن جميعاً من دين واحد، والهنا واحد، ونحن أتباع قبلة واحدة، وكتاب واحد، ورسول واحد، ونحن عدونا جميعاً هو عدو واحد، فضلاً عن كوننا من جغرافية وديمغرافية واحدة، فلماذا لانتحد كجبهة واحدة ضد الصهاينة وانتصاراً لفلسطين والقدس مع أن الاعداء يجتمعون مع بعضهم بالرغم من كونهم ليسوا من دين واحد ولا من جغرافيا واحدة، كما انهم ليس يجمعهم مثل ما يجمعنا". 
مواجهة الظلم في القرآن وتطبيقها في عملية
وأضاف سماحته أن ما يجمع أي مسلم مع فلسطين، الدين بشكل عام، والاسلام بصورة خاصة، والجغرافيا، ووحدة المصير، والمظلومية، والانسانية، وشرعة حقوق الانسان الا يكفي كل هذا ليكون كل مسلم مع فلسطين في جبهة واحدة ومع الفلسطينيين في بنيان مرصوص واحد بوجه الصهاينة، السؤال هنا ليس لماذا أنت تكون مع فلسطين؟ المستهجن والمستغرب هو هذا أي لماذا لاتتحد في جبهة واحدة مع فلسطين ضد الصهاينة؟  أين نصرة المسلمين؟

ضرورة نصرة الأماكن المقدسة في فلسطين

والحديث عن الامام الصادق عليه السلام يقول: "ان النبي(ص) قال: من أصبح لايهتم بامور المسلمين فليس منهم، ومن سمع رجلاً ينادي: يا للمسلمين فلم يجبه فليس بمسلم (وسائل الشيعة ج 16، ص 337 )؟ اين نصرة الاماكن المقدسة في فلسطين؟ اين نصرة المظلوم؟ اين نصرة الانسانية؟ اين مقولة الجهاد في سبيل الله؟ اين فتوى وجوب حفظ بيضة الاسلام وبلاد المسلمين؟  الاترون المجازر الصهيونية في غزة؟ الاترون ذبح الاطفال في غزة؟ الاترون تهديم العمارات والمؤسسات؟ الاترون كيف تم تدمير مستشفى فوق كادرها ومرضاها واللائذين بباحتها؟ الا ترون الدمار والحصار والتجويع؟ ابعد كل هذا الا يلزم على كل المسلمين الالتحام في الجبهة ضد الصهاينة المجرمين؟ لقد جربنا في لبنان مجازر الصهاينة والتكفيريين، وجرب ابناء الجمهورية الاسلامية في ايران جرائم أمريكا والصهاينة إما مباشرة وإما عبر أدواتهم الصدامية والتكفيرية، كما جرب ابناء العراق المجازر كما حصل  باعظم جريمة في سبايكر بالاضافة إلى الجرائم الامريكية المباشرة والتكفيرية، وهكذا جرب الشعب السوري، وكل هذه الجرائم إما من أمريكا وإسرائيل أو بإيعاز منهما وبتنفيذ من أدواتهما". 

وفي معرض رده على سؤال حول كيف ينظر الاعلام الغربي لما يحصل في عزة؟ أجاب الشيخ "توفيق علوية": "أن الاعلام الغريي ينقل الرواية الصهيونية ويحجب الرواية الفلسطينية حجباً كاملاً، لأنه يرى أن للعدو الصهيوني كامل الحق بارتكاب كل المجازر طالما انه يدافع عن نفسه، ومن هنا يلزم مواجهة هذا الاعلام بمزيد من الجهد لتكذيب روايته، وهنا نلفت الى أن الافراد نجحوا في خرق هذا الاعلام الغربي من خلال جهودهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ولهذا انطلقت المظاهرات في الغرب وتنطلق وما كان هذا ليتحقق لولا الجهود الاعلامية الفردية".
مواجهة الظلم في القرآن وتطبيقها في عملية
 وعن خطط الصهاينة في تشويه الحقائق الاعلامية حول العدوان الصهيوني الغاضم على قطاع غزة؟ كان ردّ سماحة الشيخ "توفيق علوية": "العدو الصهيوني يعطي الثقل الأكبر في حجب الحقيقة عن عدوانه وهمجيته للاعلام، بل إنه يوظف الكثير من الصهاينة الذين يتكلمون باللغة العربية من أجل التعتيم على الحقائق وقلب الصورة لصالحه، وهناك بعض القنوات العربية تستضيفهم بكل أسف، والرد على الاعلام الصهيوني المضلل يتحقق من خلال تفعيل الجهود الاعلامية العامة والخاصة، لاسيما الافراد عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وقد نجح الأفراد في ذلك واستطاعوا تسجيل انتصارات إعلامية على هذا الصعيد، نعم من المهم أن يقوم المشاهير عندنا وكل من له تأثير بحملة مضادة ولكن بشرط الشجاعة وعدم المبالاة بما يمكن ان يتعرضوا له".

تداعيات الحرب على لبنان

وفي الختام، أشار سماحته الى تدعيات هذه الحرب على لبنان؟ قائلاً: "الحرب في لبنان لم تتوقف وهي قائمة منذ زمن بعيد، نعم هي تشتد وتتراخي بين وقت من الزمن وآخر، الا انها لم تهدأ واذا كان المراد بالحرب تلك الحرب المفتوحة فالعدو الصهيوني يستعد لها وكذا المقاومة الاسلامية في لبنان تستعد لها، وهذه المرحلة تتطلب الاستعداد التام وكأن الحرب قد وقعت الآن أو ستقع، لأن العدو الصهيوني هو عدو أحمق وقد يقوم بشن حرب على لبنان في أي وقت، وكما هو معلوم فإن العدو الصهيوني لاينتظر مبرراً أو مناسبةً لشن حرب فيما لو كانت لصالحه، فالحرب إن لم تكن لصالحه فهو لايقدم عليها ولو كان هناك مبررات كثيرة واذا كانت لصالحه فهو يقدم عليها ولو من دون مبرر، وذلك لان هذا العدو يتصرف كأنه استثناء في كل العالم، استثناء في القانون واستثناء في الجريمة واستثناء في القتل وارتكاب المجازر والتدمير، والعالم يوافق على كل ما يفعله ولا يدينه بكل أسف".

تابعونا على شبكات التواصل الاجتماعي:
أخبار ذات صلة
captcha