وإن التضحیة تعني "تقدیم الإنسان الآخر علی مصلحتك الشخصیة" وأیضاً قیل إنها "إنفاق شئ أنت تحتاجه لشخص آخر یکون بحاجة له".
والتضحیة تحصل فی المال والنفس والمقام والشخصیة کما یضحی الإنسان بنفسه فی سبیل الله.
إن التضحیة من أرقی المفاهیم الدینیة والإنسانیة کما أشاد بها القرآن الکریم عند إشارته إلی حسن إستقبال الأنصار للمهاجرین في المدینة المنورة رغم فقرهم وحاجتهم، کما جاء في الآية التاسعة من سورة "الحشر" المباركة "وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ".
ومن أهم الأمور في التضحیة هي الإخلاص في العمل فإن التظاهر والریاء یفقد التضحیة قیمتها مهما کانت عظیمة.
وهناك تشبيه جميل عن النفاق في التضحية في القرآن الكريم كما جاء في الآية الـ264 من سورة "البقرة" المباركة "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ".