وهناك صفات أخلاقیة رضیها القرآن الکریم للشباب ومدحها سنشیر إلی عدد منها فیما یلي:
وصف القرآن الکریم مرحلة الشباب من العمر بمرحلة بلوغ "الأشد" لقوله تعالی "هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ"(غافر / 67).
وتحدث القرآن الکریم عن صفات بعض الأنبیاء (عليهم السلام) في شبابهم وإمتدح بعض صفاتهم لنکتشف الصفات الحمیدة للشباب من منظور القرآن الکریم.
فوصف إبراهیم (ع) بأنه شاب شجاع لقوله تعالی "قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ"(الأنبیاء /60).
ویستشار إبراهیم (ع) إبنه الشاب ویأخذ برأیه وهذا یعني أن الشباب مصدر للإستشارة وقال الله سبحانه وتعالی في الآیة 102 من سورة الصافات المبارکة "لَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْیَ قَالَ یَا بُنَیَّ إِنِّی أَرَى فِی الْمَنَامِ أَنِّی أَذْبَحُکَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ یَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِی إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِینَ".
ویصبر الشاب علی المعاناة ویصمد و یقاوم کما صمد یوسف (ع) علی ما مرّ به وصبر أصحاب الکهف فقال تعالی فیهم "إِذْ أَوَى الْفِتْیَةُ إِلَى الْکَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنکَ رَحْمَةً وَهَیِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا" (الکهف / 10).
وفترة الشباب هي زمن الجهد والاجتهاد والحركة والحيوية. يقدم القرآن النبي موسى(ع) نموذجاً لشاب نشط مجتهد وديناميكي عمل عند النبي شعيب(ع) بدون رأس مال وثروة، ولكن بجهد، وبعد اختيار زوجة وتكوين أسرة، عاد الى أرضه مصر بثروة كبيرة.