إن القرآن الكريم نور لا يضيء إلا النفوس المهيأة وذلك لأن الظلام لا يقبل النور بينما الإناء الأبيض الناصع يستقبل النور ويعكسه وهكذا هو القلب الأبيض الناصع يجذب النور ويعكسه على الجوارح حتى يضيء الوجود البشري بأكمله.
يقول تعالى في الآية 12 من سورة المطففين المباركة حول أسباب تشكيك الكفار بيوم القيامة "وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ" ما يعني بأن الآثمين هم وحدهم الذين يكذبون يوم القيامة.
وفي الآية 14 من سورة المطففين المباركة يقول تعالى " بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ" ما يعني أن ما كانوا يكسبون من أعمال سيئة جعلت قلوبهم مغلقة للنور.
إن القرآن الكريم لا يضيء إلا القلوب المهيأة فجعل البارئ تعالى القرآن الكريم " هُدىً لِلْمُتَّقِينَ" (البقرة / 2) وجعل آيات كتابه الكريم رحمة للمؤمنين وخسارة للظالمين فقال تعالى " وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا" (الإسراء / 82).